التصنيفات
الصف العاشر

تقرير / بحث :القران والعقل – تربية اسلامية – عاشر -التعليم الاماراتي

اتمنى الكل يستفيد ومووجوود في المرفقاات مرتب

المقدمة :
الحمد لله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان ، تبيانا لكل شيء ؛ ليكون هدى ورحمة للمؤمنين ، قاصدا بذلك إغاثة المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، راسمًا لهم منهجًا قويماً و صراطا مستقيماً لا عوج فيه ولا اعوجاج ، يفوز من انتهجه فوزاً عظيماً ويخسر من أعرض عنه خسراناً مبيناً.

الموضوع :
إن الإسلام كرم العقل أيما تكريم، كرمه حينجعله مناط التكليف عند الإنسان، والذي به فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وكرمهحين وجهه إلى النظر والتفكير في النفس، والكون، والآفاق: اتعاظاً واعتباراً،وتسخيراً لنعم الله واستفادة منها، وكرمه حين وجهه إلى الإمساك من الولوج فيمالا يحسنه، ولا يهتدي فيه إلى سبيل ما، رحمة به وإبقاء على قوته وجهده. وتفصيل هذهالجمل في الآتي:
1. خص الله أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصدالعبادة، والوقوف على بعض حكم التشريع، فقال سبحانه بعد أن ذكر جملة أحكام الحج} واتقون يا أولي الألباب { البقرة: 197.

وقال عقب ذكر أحكام القصاص}: ولكم في القصاص حياة ياأولى الألباب{ البقرة: 179.
2.قصر سبحانه وتعالى الانتفاع بالذكر والموعظةعلى أصحاب العقول، فقال عز وجل}: وما يذكر إلا أولواالألباب{البقرة : 269 .
وقال عز وجل}: لقد كان في قصصهم عبرة لأوليالألباب{ يوسف: 111.
وقال عز وجل}: ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون{ العنكبوت: 35 .
3.ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر فيملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته، قال تعالى: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألبابالذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السمواتوالأرضإلىقـوله عـز وجل: (إنك لاتخلف الميعاد) آل عمران. 190-194

وهذا بخلاف ما عليه أصحاب المذاهب الضالة في العقل، فمنهم من اعتمد العقلطريقاً إلى الحق واليقين، مع إعراضه عن الوحي بالكلية كما هو حال الفلاسفة، أوإسقاط حكم الوحي عند التعارضالمفترَىكما هو حال المتكلمين، ومنهم من جعل الحقوالصواب فيما تشرق به نفسه، و تفيض به روحه، وإن خالف هذا النتاج أحكام العقلالصريحة، أو نصوص الوحي الصحيحة، كما هو حال غلاة الصوفية.
أما أهل العلم والإيمان فينظرون في ملكوت خالقهم، نظراً يستحضر عندهم قوةالتذكر والاتعاظ، وصدق التوجه إلى الخالق البارئ سبحانه، من غير أن يخطر ببال أحدهمثمة تعارض بين خلق الله وبين كلامه، قال عز وجل}: ألا له الخلق والأمرتبارك الله رب العالمين{الأعراف: 54 .
4.ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حينألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد، قال عز وجل}: وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليهآباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعقبما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون{البقرة: 170-171.
5.حرم الإسلام الاعتداء على العقل بحيث يعطلهعن إدراك منافعه.
فمثلاً: حرم على المسلم شراب المسكروالمفتر وكل ما يخامر العقل ويفسده ، قال عز وجل: } يا أيها الذين آمنواإنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكمتفلحون{ المائدة: 90 .
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت): نَهَى رَسُولُ اللَّهِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍوَمُفَتِّرٍ( رواه أبو داود ، وصححه الحافظ العراقي.
6.وجعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء علىالعقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه، قال عبد الله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول:فيالعقل دية ، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لا نعلم في هذاخلافاً ".
7.شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ما تنكرهالعقول وتنفر منه ، كالتطير والتشاؤم بشهر صَفَر ونحوه ، واعتقاد التأثير في العدوىوالأنواء وغيرها ، وكذا حرم إتيان الكهان وغيرهم من أدعياء علم الغيب ، وحرم تعليقالتمائم وغيرها من الحروز.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طيرة)رواه البخاري.
الطيرة: التشاؤم بالشيء.
وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: (لا عدوى ولا غولولاصفر)رواهمسلم.
غول: جنس من الجن والشياطين ، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءىللناس ، وتضلهم عن الطريق ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم .
صفر: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاعوتؤذيه ، فأبطل الإسلام ذلك .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْالسِّحْرِ زَادَ مَا زَاد)رواه أبو داود وابن ماجه ، وصححه الحافظالعراقي، والنووي .
والمراد : النهي عن اعتقاد أن للنجوم ـفي سيرها واجتماعهاوتفرقهاـتأثيراً على الحوادث الأرضية ، وهو ما يسمى بعلم التأثير ، أما علم التسيير وهوالاستدلال ـعن طريق المشاهدةـ بسير النجوم على جهة القبلة ونحو ذلك فلاشيء فيه .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًافَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَلَيْلَةً)رواهمسلم.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ( سَمِعْتُ رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:إِنَّ الرُّقَىوَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ . قَالَتْ:قُلْتُ لِمَ تَقُولُهَذَا ، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَىفُلانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي ، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ. فَقَالَ عَبْدُاللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِه ِ،فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا ، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَاكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ): أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَاشِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)رواه أبو داود، وصححه السيوطيوالألباني.
التولة: ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها، جعله من الشرك لاعتقادهم أنذلك يفعل خلاف ما قدر الله.
هذا مع أمر الشارع العبد أن يأخذ بالأسبابويتوكل على خالق الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّخَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ،احْرِصْ عَلَى مَا

يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْأَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْقُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَالشَّيْطَان)رواه مسلم.

قال الإمام الكاظم عليه السلام : " يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجةظاهرة وحجة باطنة . فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وأماالباطنة فالعقول " (1).

بل جعل التمييز بين الخير والشر والنزوع عن الشرإنما هو بالعقل . فقد روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله : " إنما يدرك الخيركله بالعقل ولا دين لمن لا عقل له " (2) .

وهكذا يتتابع المدح والثناء علىالعقل وما يلازمه من العلم والتفقه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (3).
وقال الإمام الكاظم عليه السلام : " تفقهوا في دين الله فان الفقه مفتاحالبصيرة ")4) .
وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام : " أيها الناس لا خيرفي دين لا تفقه فيه " (5).

( 1 )
الكافي ج 1 / 16 .
( 2 )
تحف العقول ص 44 .
( 3 ) فاطر : 28 .
( 4 )
تحف العقول ص 302 .
( 5 ) البحار ج 70 / 307 ( * ) .

الخاتمة :

فإذا عرفنا هذه الأهمية الكبرى للفكر في الإسلام نعرف أهمية العقل في حياة الإنسانوسعادته ووصوله إلى الواقع . فان العقل أداة الفكر الذي يفكر بها الإنسان وقد وردتالنصوص الكثيرة في مدح العقل وجعله حجة على الناس كما إن الرسل حجة عليهم

المراجع :

معهدالإمارات التعليمي ( www.uae.ii5ii.com)

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *