تكاتف العباسيون مع أبناء عمومتهم العلويين وغيرهم من العناصر المتذمرة من الحكم الأموي، وبخاصة الفرس ، في سبيل إسقاط الدولة الأموية ، وقد تزعم الدعوة للعباسيين محمد بن علي بن عبدالله بن العباس . بعد أن أوصى أبو هاشم بن محمد الحنفية له بالإمامة ، وبعد أن توفي محمد بن علي سنة 126هـ قامبالأمر ابنه إبراهيم الامام الذي أسند إلى أبي مسلم الخراساني مهمة قيادة الدعوة في خراسان ، ونجح أبو مسلم نجاحا كبيرا في ذلك . وأعلن الثورة على الأمويين ، وتمكنت الجيوش العباسية في أقل من سنتين من الاستيلاء على خراسان ودخول الكوفة حيث أخذت البيعة بالخلافة لأبي العباس السفاح سنة 132هـ، ومن ثم القضاء على الدولة الأموية .
تولى بعد السفاح أخوه أبو جعفر المنصور الذي تمكن من القضاء على جميع الثورات والفتن المناوئة له وتثبيت أركان الدولة العباسية ، وبنى مدينة السلام (بغداد) على شاطئ نهر دجلة سنة 145هـ، جاعلاً منها عاصمة لدولته ، وبالفعل فقد ظلت مدينة السلام عاصمة للدولة العباسية قرابة خمسة قرون .
استقرت الأوضاع في عهد أبي جعفر المنصور وعهد خليفتيه من بعده المهدي والهادي، وازدهرت الدولة في عهديهما، رغم قصر حكم الأخير، غير أن الدولة العباسية بلغت قمة ازدهارها في عهد الخليفة هارون الرشيد بن المهدي وبلغت شأنا عظيماً، وازدهرت في عهده العلوم والآداب والفنون ، غير أن الدولة العباسية تعرضت لنكسة خطيرة بعد وفاة الرشيد نتيجة قيام الفتنة بين الأخوين الأمين والمأمون ابني الرشيد، والنزاع بينهما على الحكم والخلافة ، انتهت بقتل الأمين وتولي المأمون ، لتستقر أمور الدولة ويعود النظام إلى أرجائها بعد أن كانت الفتنة تعصف بها.
توفي المأمون وتولى بعده أخوه المعتصم ، الذي يعتبر عهده نقطة تحول في مصير الخلافة العباسية ، حيث استقدم هو ومن جاء بعده من الخلفاء، الجند الأتراك وأسندوا لهم المناصب الكبرى، وقد سعى هؤلاء إلى السيطرة على الدولة وتدخلوا في أمر بيعة الخلفاء، فتزعزعت هيبة الخلافة وشلت قواها، مما مهد الطريق لظهور دويلات شبه مستقلة وأخرى مستقلة استقلالاً كاملاً من الخلافة العباسية ، التي اقتصر سلطانها آنذاك على بغداد وما جاورها. استمر الحال كذلك طيلة قرن من الزمان إلى أن قدم البويهيون إلى بغداد، وأعلنوا سيطرتهم عليها. ولكن لم يكن الخلفاء العباسيون فى هذه الفترة بأفضل ممن سبقهم من الخلفاء، فقد جردهم البويهيون من كل سلطاتهم الفعلية وعاملوهم بكل قسوة . استمر الأمر كذلك حتى سيطر السلاجقة ملى بغداد، واستعاد بعض الخلفاء العباسيين هيبتهم المفقودة على أن دولة السلاجقة لم تدم طويلاً إذ انقسمت إلى عدة من الدويلات، إلى أن قدم المغول فقضوا على السلاجقة ، وواصلوا زحفهم نحو بغداد فتمكنوا من دخولها فى عهد آخر خليفة عباسي، المستعصم بالله الذي قتله قائد المغول هولاكو فى
سنة 656هـ، ويقضي نهائياً على دولة بني العباس بعدما ظلت تحكم أكثر من خمسة قرون .
الدينار العباسي
استهل أبوالعباس السفاح عهده بإجراء تغييرطفيف على النقود الذهبية والفضية ، وذلك باستبدال سورة الإخلاص !!! الواردة على ظهرالنقود الأموية من قبل واستخدام عبارة (محمد/ رسول / الله ) فيما ظلت العبارات المعتادة الباقية ترد على النقود العباسية دونما تغيير، واستمر الحال كذلك حتى تولى هارون الرشيد أمورالخلافة سنة 170هـ فشهد الدينارالعديد من الإضافات ، إذ سمح لأول مرة بتسجيل اسمه واسم ولي عهده ، إضافة إلى أسماء الوزراء وولاة الأقاليم .
وفي بداية عهد المأمون سنة 198هـ شهد الدينار تعديلات وإضافات جديدة منها ظهورأسماء دور السك على الدنانير، كمدينة السلام على الدنانير المضروبة سنة 198هـ، ومصر على الدنانير المضروبة في سنة 199هـ، كذلك جرى تسجيل البسملة كاملة على هامش الوجه ، إضافة إلى ظهورنمط جديد من الدنانير التي ضربت سنة 207هـ ، حملت هامشا ثانياً على الوجه ، اشتمل على الآية الرابعة وجزء من الآية الخامسة من سورة الروم (( ولله الأمر من قبل ومن بعئذ ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ))، وقد أصبح نمط هذا الدينار، هو النمط الذي ضربت على غراره الدنانير العباسية طيلة عصر بني العباس – إلا فيما ندر – و في كثير من الأقطار الإسلامية.
لم يطرأ تغيير يذكر على الدنانير العباسية منذ تولي المعتصم سدة الحكم ، ومن أعقبه من خلفاء بني العباس الذين لم يعد لهم من الخلافة إلا اسمها، فقد تسلط عليهم الحكام وأرغموهم على ضرب النقود منقوشة بأسمائهم جنبا إلى جنب مع أسماء الخلفاء العباسيين ، ولقد لعبت النقود دوراً كبيراً في إلقاء الضوء على مجريات الأحداث في تلك الفترة .
غيرأن هذه الفترة شهدت قيام بعض الخلفاء العباسيين بضرب دنانير ذهبية جميلة للغاية تختلف عن الدنانيرالمعتادة من حيث الحجم والزخرفة ، وكان ضرب هذا النوع من الدنانير بقصد الهبة والصلة ، يجري توزيعها من قبل الخلفاء على الناس في بعض المناسبات .
استمرت الدنانير تحمل أسماء الخلفاء العباسيين مع أسماء الحكام المتغلبين عليهم ، إلا في بعض الفترات البسيطة التي كانت تخضع فيها مدينة السلام لسلطة الخليفة ، أو في بعض الأقطار التي كان أمراؤها المحليون يضربون النقود بأسماء الخلفاء العباسيين وحدهم .
وفي أواخر الدولة العباسية ضربت دنانير ذهبية ثقيلة الوزن تشبه . إلى حد ما . النقود الأتابكية ، وفي عهد الخليفة المستعصم بالله . آخر خليفة عباسي . ضربت دنانير جميلة ثقيلة الوزن ، ذات نمط مغاير للنمط الذي سكت عليه الدنانير العباسية من قبل والذي كان سائداً منذ عهد المأمون .
الحاكم مدة الحكم
السفاح 132 – 136 هـ ( 749 – 754م )
المنصور 136 – 158 هـ ( 754 – 775م )
المهدي 158 – 169 هـ ( 775 – 785م )
الهادي 169 – 170 هـ ( 785 – 786م )
هارون الرشيد 170 – 193 هـ ( 786 – 809م )
الأمين 193 – 198 هـ ( 809 – 813م )
المأمون 198 – 218 هـ ( 813 – 833م )
المعتصم 218 – 227 هـ ( 833 – 842م )
الواثق 227 – 232 هـ ( 842 – 847م )
المتوكل 232 – 247 هـ ( 847 – 861م )
المنتصر 247 – 248 هـ ( 861 – 862م )
المستعين 248 – 252 هـ ( 862 – 866م )
المعتز 252 – 255 هـ ( 866 – 869م )
المهتدي 255 – 256 هـ ( 869 – 870م )
المعتمد 256 – 279 هـ ( 870 – 892م )
المعتضد 279 – 289 هـ ( 892 – 902م )
المكتفي 289 – 295 هـ ( 902 – 908م )
المقتدر 295 – 320 هـ ( 908 – 932م )
القاهر 320 – 322 هـ ( 932 – 934م )
الراضي 322 – 329 هـ ( 934 – 940م )
المتقي 329 – 333 هـ ( 940 – 944م )
المستكفي 333 – 334 هـ ( 944 – 946م )
المطيع 334 – 363 هـ ( 946 – 974م )
الطائع 363 – 381 هـ ( 974 – 991م )
القادر 381 – 422 هـ ( 991 – 1031م )
القائم 422 – 467 هـ ( 1031 – 1075م )
المقتدي 467 – 487 هـ ( 1075 – 1094م )