تحتل المياه 71% من مساحة سطح الأرضية تقريبا أي مايعادل 361 مليون كلم مربع. وهي تتألف من مجموع مساحات المحيطات والبحار والبحيرات بعمق يبلغ متوسطه 3800م. وقد أطلق الجغرافيون على هذه المسطحات المائية اسم الغلاف المائي ويقدر حجم هذا الغلاف باثنتي عشر ضعفا لحجم اليابسة . معظم هذه المسطحات ، بعكس القارات ، يتصل بعضه بالبعض الأخر، كما يختلف مساحة وعمقاً.
وقد قسمها الجغرافيون على :
أالمحيطات وهي:
1-المحيط الهادئ :
أكبر المحيطات إذ تبلغ مساحته نصف مساحة الغلاف المائي وأكثر من ثلث مساحة سطح الكرة الأرضية ، وهي تبلغ حوالي 165246 مليون كلم مربع.
وفي حال أضفنا إليه البحار الفرعية التابعة له كبحر اليابان وبحر الصين …فتصبح مساحته حوالي 179679 مليون كلم مربع .
يقع المحيط الهادئ بين القارة الأمريكية من جهة وقارتي آسيا و أوقيا نيا(يقصد بها استراليا ونيوزيلاند وبعض الجزر الصغيرة) من جهة أخرى . يحتوي هذا المحيط على أعمق وحدة بحرية في العالم وهي وحدة ماريان (11521م) بالقرب من جزر الفيليبين . لكن معدل عمقه يبلغ حوالي 4282م. يتصل بالمحيط المتجمد الشمالي عبر مضيق بهرنغ (طوله 60 كلم وعرضه 40 كلم ). كما يتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق ماجلان في أقصى جنوب أميركا الجنوبية وبقناة باناما في أميركا الوسطى.
2- المحيط الأطلسي:
يقع بين قارتي أوربا وإفريقيا من جهة والقارة الأمريكية من جهة أخرى ، كما انه يمتد من القطب الشمالي حتى الانتراكتيك .
تبلغ مساحته 82441 مليون كلم مربع وترتفع الى نحو 106463 كلم مربع في حال أضيفت أليه البحار المتفرعة عنه كبحر المانش وبحر الشمال وبحر البلطيق .
ينفتح على المحيط المتجمد الشمالي .. أعمق وهدة فيه هي وهدة بوتوريكو(9219م) أما معدل عمقه فهو 3868 م.
3-المحيط الهندي :
يقع بين قارة اوقيانيا من الشرق وقارة أسيا من الشمال وقارة أفريقيا من الغرب ، فهو لايتصل بالمحيط المتجمد الشمالي، تبلغ مساحته حوالي 73443 مليون كلم مربع وقد تصل إلى 74917 مليون كلم مربع أذا أضفنا أليه بحر عمان والخليج العربي وخليج البنغال وبعض البحار الفرعية الأخرى . أعمق وهدة فيه هي وهدة جاوا البالغ عمقها 7455 م ، اما معدل عمقه فهو 3963 م . يتصل بالمحيط الهادي عبر مضائق عديدة موجودة في شرقه أهمها مضيق ( باس ) في استراليا.
4- المحيط المتجمد الشمالي :
يشكل القطب الشمالي للكرة الأرضية ويحيط به على مساحة تبلغ حوالي 14 مليون كلم مربع تقريبا. يغطيه الجليد بصورة دائمة وهو جليد دائم لا يرتكز على أية ارض يابسة . فيه بعض الجزر التابعة لقارة أوروبا وأميركا الشمالية واسيا. وفيه درجة الحرارة الأكثر انخفاضا في العالم . وقد تصل الحرارة إلى 70 درجة تحت الصفر . أعمق وهدة فيه بحدود 5440 م ومعدل عمقه 1526 م.
5- المحيط المتجمد الجنوبي:
ويتكون من الأجزاء الجنوبية للمحيط الأطلسي، والمحيط الهادئ والمحيط الهندي التي تحيط بقارة القطب الجنوبي تقع مناطقه بعد خط عرض 45 جنوبا من كل محيط حيث تخف أو تنعدم كل التأثيرات المدارية ، تتجمد مياهه معظم أيام السنة . أعمق وهدة فيه تصل إلى 6972 م .
ب – البحار
وقد تكون أحيانا بعمق المحيطات رغم أنها اصغر منها. من أهم هذه البحار نذكر:
1-البحار الواسعة- وأهمها البحر الأبيض المتوسط فهو يتوسط الثلاث قارات التي كانت تشكل العالم القديم . أوروبا وأفريقيا واسيا. تبلغ مساحته مع البحر الأسود حوالي 2968 مليون كلم مربع يحتل منها البحر الأسود 435000 كلم مربع. أعمق وهدة فيه قرب اليونان يبلغ عمقها 5121م.
أما معدل عمقه فيبلغ 1458 م . يتصل بالمحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق ويتصل بالبحر الأحمر عبر قناة السويس،كما يتصل بالبحر الأسود عبر مضيق البوسفور والدردنيل .
ثم يأتي البحر الأحمر في المرتبة الثانية من حيث الأهمية ، يقع بين شواطئ أفريقيا الشرقية وشوا طي شبه الجزيرة العربية، ويتصل بالمحيط الهندي عن طريق باب المندب . تبلغ مساحته حوالي نصف مليون كلم مربع . وأعمق وهدة هي بحدود 2835 م.
2-البحار الفرعية – تتفرع عن المحيطات أو البحار الواسعة فإما أن تتبعها أو تسمى بأسماء المناطق القريبة منها مثل بحر الشمال ، وبحر المانش، والبحر الكاريبي، وبحر اليابان . وهذا بالإضافة إلى بحار مغلقة كليا في القارات فهي لاتتصل مطلقا بأي من المحيطات أو البحار ، أهمها بحر قزوين الذي تبلغ مساحته 423300 كلم مربع تقريبا . ويعتبر اكبر البحيرات مساحة في العالم ، ينخفض مستوى مياهه كل عام بضعة سنتيمترات نظرا لتبخر كميات كبيرة من مياهه تفوق بكثير الكمية التي تصب فيه . يبلغ أقصى عمقه 768 م . ومن البحار المغلقة أيضا بحر آرال الذي يمتد على مساحة 68700 كلم مربع في روسيا.
3-البحيرات : عبارة عن منخفضات امتلأت بالمياه ، وتكون بعضها في الشقوق والأخاديد ، كبحيرات أفريقيا ( مثل بحيرة فيكتوريا منبع نهر النيل ، تياسا ، تانجانيكا وتكون البعض الأخر بتأثير ذوبان الجليد إثر الموجات التي اجتاحت الأرض في الزمن الجيولوجي الرابع كبحيرات أميركا الشمالية ( البحيرات الخمس ، بحيرة العبيد الكبرى ، بحيرة الدب الكبرى ، وبحيرة وينبغ ..) وهناك عدد من البحيرات ذات الملوحة المرتفعة كالبحر الميت ، الذي تبلغ ملوحته حوالي 275 بالألف ، والبحيرة المالحة في منطقة الجبال الصخرية في الولايات المتحدة الأميركية والتي تقع على ارتفاع 1283 م .
أن حرارة المياه في هذه البحيرات تبقى واحدة طيلة أيام السنة وتبلغ 4 درجات وهي الحرارة التي تبلغ فيها المياه العذبة أثقل كثافة لها . أما البحيرات الكبيرة الملوحة ، فنادرا ما تتجمد مياهها حتى ولو هبطت حرارة الجو عشرات الدرجات تحت الصفر .
يتغير مستوى معظم البحيرات على مدار السنة ، ومن سنة إلى أخرى ، وذلك حسب كمية الأمطار الهاطلة فوقها أو لتغذيتها بأنهار يختلف منسوبها حسب الأيام والفصول أو بثلوج تذوب في أوقات معينة ، كما تجف أحيانا بعض البحيرات على مر السنيين خاصة في المناطق الجافة.
كل هذه المساحة الهائلة من المياه في العالم حيرت العلماء حول أصل الماء . ففي الحضارة اليونانية القديمة اقترح أفلاطون(428 ـ348 ق.م.) وجود خزانات جوفية هائلة علي هيئة عدد من الممرات والقنوات تحت سطح الأرض تقوم بتغذية جميع أشكال الماء علي سطح الأرض من جداول وأنهار, وبحيرات وبحار ومحيطات وغيرها, وتخيل أن هذا الخزان المائي الهائل ليس له قاع إذ يتخلل الأرض كلها, وأن الماء يمر فيه بصفة مستمرة.
أما أرسطو(385 ـ322 ق.م) فقد رفض هذه الفكرة علي أساس أن مثل هذا الخزان لابد أن يكون أكبر من حجم الأرض لكي يتمكن من الإبقاء علي جميع الأنهار متدفقة, ونادي بأن هواء باردا في داخل الأرض يتحول إلي الماء كما يتحول الهواء البارد حول الأرض, واقترح أن تضاريس الأرض العالية تعمل عمل قطع الإسفنج الهائلة حيث تتشبع بهذا الماء المتكون في داخل الأرض من تكثف الهواء الجوفي البارد, وأنها تقطر هذا الماء فتغذي به الأنهار والجداول والينابيع.
كذلك نادي فيزوفيوس في القرن الأول الميلادي( وهو من مفكري الحضارة الرومانية) بأن الأودية بين الجبال أكثر حظا من الجبال في غزارة ماء المطر, وأن الثلج يبقي فوق الأرض لفترة أطول في المناطق المكسوة بالغابات الكثيفة, وأنه عند انصهاره يتحول إلي ماء فيتخلل فتحات الأرض, ويصل في النهاية إلي أسفل الجبال التي تسيل منها الجداول وتتدفق.
وظل العديد من العلماء حتي آواخر القرن السابع عشر الميلادي مقتنعين بفكرة الكهوف الكبيرة في داخل الأرض كمصدر رئيسي لماء الأنهار, أو أن الماء المتجمع تحت سطح الأرض يأتي من البحر, وقد لخص هذه الآراء الخاطئة عالم أوروبي باسم أثناسيوس كيرثر(1602-1680 م) مفترضا أن البحر مرتبط بجبال جوفاء تتدفق منها الأنهار والجداول. ولم يستطع أحد من علماء الغرب ومفكريه تصور إمكانية أن تكون زخات المطر المتفرقة علي مدار السنة كافية لابقاء الأنهار وغيرها من مجاري الماء متدفقة به علي مرور الزمن. علي الرغم من أن فرنسياباسم برنارد باليسي(1510 م-1590م) كان قد أعلن أن الأنهار والينابيع لايمكن أن يكون لها مصدر غير ماء المطر, وأشار إلي أن الماء تبخره حرارة الشمس, وتحمل الرياح الجافة التي تضرب الأرض هذا البخار فتتشكل السحب التي تتحرك في كل الاتجاهات كالبشائر التي يرسلها الله, وعندما تدفع الرياح تلك الأبخرة يسقط الماء فوق أجزاء من الأرض, وعندما يشاء الله تذوب تلك السحب التي ليست سوي كتلة من الماء, وتتحول إلي مطر يسقط علي الأرض, وعندما يواصل هذ الماء نزوله من خلال شقوق الأرض ويستمر في النزول حتي يجد منطقة مغلفة بالصخور
الكثيفة فيستقر عندها علي هيئة مخزون فوق هذا القاع الذي يتدفق منه الماء عندما يجد فتحة توصله إلي سطح الأرض علي هيئة ينابيع أو جداول أو أنهار.