خلال ورشة عمل عن المرض.. د. الشعراني:
• د. الرواس: المرض يصيب طفلا من بين 500 مولود في قطر
كتب – علي بدور
أكد الدكتور محمد وليد الشعراني استشاري جراحة العظام بمؤسسة حمد الطبية أن جراح العظام يمكنه أن يحسن عضلات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بحيث ينتقل بعضهم من السرير للكرسي ومن الكرسي المتحرك للحركة والمشي، وبين في ندوة عقدتها مؤسسة حمد الطبية حول الشلل الدماغي عند الأطفال أن الشلل الدماغي عند الأطفال مشكلة مزمنة غير قابلة للعلاج ولكنها قابلة للتحسين.
وقال الشعراني إن عضلات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي تكون مشدودة بحيث يصبح وكأنه مقيد، وأن جراح العظام يمكنه تحسين العضلات بتطويلها أو إلغاء بعض العضلات لتخفيف قوة الشد من جهة معينة،أو نقل بعض العضلات من مكان إلى مكان معاكس لعكس شد العضلات بالاتجاه الآخر، مشيرا إلى أن تحسين الشلل الدماغي عند الأطفال درجة أو درجتين يمكن أن ينقل الطفل من حالة إلى حالة أخرى بحيث يصبح عنصرا فاعلا في المجتمع، وقال إن التحسين قد يصل إلى مرحلة أن يصبح بسيطا غير ملاحظ، ويمكن أن يكون المرض شديدا ومصحوبا بالإعاقة العقلية بحيث لا يستطيع الطفل الحركة، بيد أن التحسين لدرجة أو درجتين قد يجعل الطفل ينتقل إلى الكرسي المتحرك بدلا من السرير، أو ينتقل للمشي من الكرسي المتحرك.
وأضاف أن معظم المرضى بالشلل الدماغي يمكن أن تتحسن حالتهم بعد العملية بحيث يعودون قادرين على المشي، مشيرا الى أن نقل الطفل مثلا من السرير للكرسي المتحرك يعد إنجازا كبيرا حيث قد يصبح هذا الإنسان عنصرا فاعلا في مجتمعه وقادرا على العمل والإنجاز.
من جانبه الدكتور أزهر الرواس اختصاصي تأهيل الأطفال بمستشفى الرميلة قال إن ندوة الشلل الدماغي عند الأطفال تعقد لأول مرة في قطر، وقد جاءت بمبادرة من قسم تأهيل الأطفال وتشجيع من قسم الأطفال، وقال إن هذا الموضوع يلقى اهتماما عالميا واهتماما من كافة المسؤولين بالخليج العربي لأنه يصيب 500/1 طفل مولود بالعالم مشيرا إلى أن النسبة بقطر هي نفس النسبة العالمية تقريبا، وقال إن هذا الرقم ثابت منذ 50 عاما بسبب زيادة نسبة حياة الولادات المبكرة والولادات المتعددة، حيث إن نسبة 1% من هؤلاء الأطفال (الخديج وقليل الوزن ومتعدد الحمل) يصابون بالشلل الدماغي.
وبين الرواس أن هذه الندوة تهدف إلى التعريف بالشلل الدماغي بدولة قطر بالنسبة للعوائل الذين عندهم أطفال لديهم شلل دماغي، وللناس بصورة عامة إضافة للأطباء والكوادر الطبية، كما تسعى الندوة لبحث سبل الاكتشاف المبكر لهذه الحالات لإدخالهم في برنامج التأهيل المبكر الذي قد يستغرق وقتا طويلا، وبحث سبل الوقاية من الشلل الدماغي، وتحسين نوعية الحياة بالنسبة لهؤلاء الأطفال ومحاولة دمجهم بالمجتمع وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم قدر الإمكان سواء في الحركة أو في الفكر.
وأوضح الرواس أن من أهم أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال إصابة المخ إما أثناء الحمل بتعرض الأم لالتهابات أو نزيف دموي، أو قلة في الأكسجين لسبب ما قد يؤثر على الجنين، أو صعوبة الولادة "الولادة المتعسرة" أو قد يتعرض الطفل خلال السنين الأولى بعد الولادة لالتهابات فيروسية أو بكتيرية في المخ أو تعرضه لضربة أو صدمة على الرأس، أو تشنجات عصبية أو قلة الأكسجين لسبب ما، مشيرا إلى أن الشلل الدماغي يمكن أن يكون تشنجيا وهو الأكثر شيوعا وينقسم إلى نصفي وثنائي سفلي أو الشلل الرباعي، وعادة ما يصاحب هذا النوع من الشلل فقدان للسمع أو تخلف عقلي أو مشاكل في النطق والجهاز الهضمي والتنفسي، وهناك الشلل الدماغي الرعاشي وتكون الإصابة في العقد العصبية القاعدية، ويحصل نتيجة لإصابة المخ وخاصة من الصفار بعد الولادة إذا كانت نسبة الصفار عالية ولم تعالج، ويشخص الشلل بعد سنتين أو خلالهما، والنوع الثالث من الشلل الدماغي هو الترنحي حيث يكون هناك صعوبة في المشي وتكون الإصابة في المخيخ، والرابع هو الشلل الدماغي المختلط ويشمل جميع الأنواع السابقة.
أما بالنسبة للعلاج فذكر الرواس أن التشخيص المبكر وانخراط الطفل في برامج التأهيل المبكر والتثقيف الصحي للاهل خاصة الأم والأب يعتبر أهم ما يمكن أن يقام به بالنسبة للشلل الدماغي عند الأطفال، مشيرا إلى أن العلاج يكون عبر فريق يبدأ من الطبيب ويتفرع ليشمل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق والكلام وجراحة العظام وبمساعدة أقسام أخرى مثل السمع والعيون والإسعاف وقياس نسبة الذكاء وأطباء الجهاز الهضمي والتنفسي، مشيرا إلى وجود مدرسة للرعاية اليومية بمستشفى الرميلة ينخرط فيها الطفل من 3- 6 سنوات، وتشمل كل حاجات الطفل التأهيلية كالعلاج الطبيعي والوظيفي والنطق وغيره، مبينا أن الطموح أن يكون هناك مركز تأهيلي للأطفال منذ الولادة إلى سن 3 سنوات، وهو ما يسمى بالتدخل المبكر، ومن ثم يتحول الطفل بعد عمر 6 سنوات إلى المدارس أو إلى مركز الشفلح.