[ المقدمة ]
قال عمر الفاروق رضي الله عنه :
" لا تصغرن همتك فإني لم أر أقعد بالرجل من سقوط همته "
والحمدُ لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين، قِيل : المرء حيثُ يجعل نفسه ،
إن رفعها ارتفعت ، وإن قصر بها اتضعت .
[ القرآن الكريم ]
[ 1 ]
الهمّة هي أهم السلالم التي تُوصل للنجاح ولبلوغ المرام ، فالإنسانُ بلا همة كالطير بلا جناح
تتخطفه السبل يمنة ويسرَة ولا يستطيع أن يصل ويحقق ما يريد. وقد قال ابن القيم رحمه الله واصفاً الهمة العالية : " علو الهمة ألا تقف النفس دون الله ولا تتعوض عنه شيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلاً منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الفانيَة .
[ 2 : مراتب الهمم ]
الناس متفاوتون في أمرين .
الأوّل : مطالبهم وأهدافهم .
والآخر : الهمم الموصلة لهذه الهمم والمطالب والأهداف .
فمن الناس من يطلب المعالي بلسانه وليس له همة في الوصول إليها فهذا متمنّ مغرور وقد قيل
وما نيل المطالب بالتمني * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ومن أعظم المغالبات مغالبة النفس لتصبح ذا همة عالية . ومن الناس من لا يطلب إلا سفاسف الأمور ودناياها ، وهم فريقان .
فريق ذو همة في تحصيل تلك الدنايا فتجده السباق إلى أماكن اللهو ومغاني الغواني ، وهذا إن اهتدى يكن سباقاً إلى المعالي ، ذا همة عالية نفسية .
وفريق لا همة له فهو معدود من سقط المتاع وموته وحياته سواء ، لا يفتقد إذا غاب ولا يسأل إذا حضر
[ 3 ]
أختي الحبيبَة ، لتكوني ذات همّة عالية تصلين بها إلى ما تريدين .. وترقين بعقلكِ وتفكيركِ ودينكِ ووطنكِ وأمتكِ ، أما إن كنتِ بلا همّة فاعلمِي أن لا خيرَ في حياةٍ بلا همّة ..
فابدئي بصنع سلم النجاح الخاص بكِ ، ستواجهين الكثير من العقبات .. تجاوزيها بإصرار وصمود وقوّة إرادَة، وقد قال بن القيم رحمه الله تعالى :
" لذة كل أحد على حسب قدرته وقهمته وشرف نفسه ، فأشرف الناس نفساً وأعلاهم همة وأرفعهم قدراً من لذته في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه ، والتودد إليه بما يحبه ويرضاه"
[ 4 ]
يتفاوت الناس في هممهم فتتفاوت على هذا أعمالهم وحظوظهم ودرجاتهم في الدنيا والآخرة ، فغذا أدرتِ أخيتي الغالية أن تعرفي مراتب الهمم فانظري إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" سَل " فقال : " أسألك مرافقتك بالجنة "
فما أروع هذه الهمّة التي ستوصله بإذن الله إلى مايريد .
[ 5 ]
أهميّة علو الهمة في حياة الإنسان المسلم
أولاً : تحقيق كثير من الأمور مما يعده عامة الناس خيالاً لا يتحقق .
ثانياً : الوصول إلى مراتب عليا في العبادة .
ثالثاً : البعد عن سفاسف الأمور .
رابعاً : صاحب الهمة العالية يعتمد عليه ، وتناط به الأمور الصعبة وتوكل إليه.
خامساً : صاحب الهمة العالية يستفيد من حياته أعظم استفادة وتكون أوقاته مُستثمرة بناءة .
[ 6 ]
العلامات الدالة على علو همة الشخص :
أولاً : تحرقه على مامضى من أيامه وكأنه لم يكن قط صاحب همة .
ثانياً : كثرة همومه وتألمه لحال المسلمين وما يجدون من ظلم وعنت .
ثالثاً : موالاته النصيحة وتقديم الحلول والاقتراحات .
رابعاً : طلبه للمعالي دائماً فيما يفعله أو يتعلمه أو يصلحه .
[ 7 الخاتمة ]
وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل الهمة العالية وأن يبارك لنا في أوقاتنا
وأعمالنا ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تجدونها في المرفق
منقول
- إذاعة صباحية – علو الهمم.doc (52.5 كيلوبايت, 466 مشاهدات)