ترقية الذات -للتعليم الاماراتي

:::::::::::::::::

زكي حسن | 23/1/1437 هـ

هناك طريقتان لترقية الذات , طريقة مثالية صحيحة وأخلاقية صائبة وأخرى نفعية فاسدة ..
فالأولى هي الارتقاء بالإمكانات الشخصية وتطويرها وهي الطريقة السوية الصحيحة والفعالة والمتمثلة في القناعة التامة بأن إدراك قمة العلم ضرب من المستحيل وأن العالم هو متعلم مدى الحياة وأن العلم رزق من عند الله يهبه لمن يشاء وهو الحكيم الخبير.
إذا ما اقتنع الفرد بأن ما لديه من النعم يكفيه وأن الله يفتح له الطريق لينال شرف الارتقاء الخلقي قبل العلمي، فإنه يسعى لبلوغ العلا من دون إيذاء من حوله ولو بالكلمات لأن انهيار كل من حوله لن يرفع قدره قيد أنمله.
والعاقل يستفيد من نجاحات من حوله من دون حقد دفين أو حسد بغيض أما الأحمق فيرى الناجحين من حوله هم معوقات تقدمه إذ لا يمكنه بأي حال التغلب عليهم.
وبينما تضيق آفاق الأحمق ليضع جل أهدافه هو التفوق على أقرانه بكل السبل، يستفيد العاقل من إمكانات الأقران المتعددة لإثراء عقله وتحفيزه للإبداع في مجالات عديدة.
وبينما يتمنى الأحمق أن يكون نصف متعلم بين جهلاء , يتمنى العاقل العيش بين العلماء لينهل من خلاصة أفكارهم حتى ولو كان أقلهم علما. لهذا فاعلم إن إمكانات وخبرات أقرانك هي رصيدك للإرتقاء بنفسك وإمكاناتك فهل تريده رصيدا ضحلا؟

الطريقة الأخرى – وهي التي يلجأ إليها الفاشلون في تحقيق الأولى- هي التحقير والإقلال من شأن الآخرين.
فنجد مثلا الفاشل في تحقيق درجة علمية يحاول قدر الإمكان التهوين من قدر الحاصلين عليها ولمزهم بل ولمز الشهادات العلمية والخبرات العملية نفسها وإقلال قيمتها وهو الذي حاول جاهداً الحصول عليها من قبل ولم يبلغها.
وترى الطالب الفاشل يقلل من قيمة إنجاز الطالب المتميز من حيث التحصيل والمثابرة وغالباً ما ينعته بصفات هي أقرب للمزايا منها للعيوب محاولاً الانتقاص من قدره مثل (دافور)، أو كما يقال بالإنجليزية: (bookworm)
وكل عاجز عن تحقيق مهارة ما، يحاول بشتى الطرق إهدار أي قيمة لهذه المهارة.
وهذه من الحيل الدفاعية لدرء النقيصة عن الذات وهى طريقة أثبتت فشلاً ذريعاً إذ يتبين لأي عاقل يستمع إليها مدى الصعوبة التي يعانيها المتحدث في اللحاق بركب الناجحين ولذلك فهو ينتقصهم ويهين إنجازاتهم.

الخلاصة:
حدد هويتك بصصدق..!