لقد اختط الإسلام منهجاً متوازناً متكاملاً في تربية الإنسان آخذاً في الاعتبار جسمه وعقله وروحه ، ليكوّن لدينا شخصية سوية متكاملة ، لذا فإن موقف الإسلام من تحريم المخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ضار يقول تعالى : {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرة.
أخيتي الحبيبة :
إن العلوم الطبيعية والنفسية أكدت أن المخدرات والعقاقير النفسية لها تأثير مباشر على المراكز العصبية ،ومراكز الفكر ، وتعاطي الحبوب المسهرة بهدف زيادة القدرة على السهر للاستذكار وهم وخطأ ، فتلك الحبوب وإن كانت توحي في الظاهر باليقظة، وعدم الميل إلى النوم فهي في الحقيقة تفقد القدرة على الفهم أو التركيز والاستيعاب .
ولذا فإننا نطلق لكِ هذه النداءات التي تحذرك من المخدرات وتبين لك أضرارها المتعددة…
النداء الأول :
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : " إن للحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق ،وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق ".
لا يخفاكِ أختي الطالبة بأن المخدرات تبعد المرء عن ربه فهي تصده عن ذكر الله وتدفعه إلى التكاسل عن أداء فرائضه لاسيما الصلاة التي هي عماد الدين … وكون تعاطي المخدرات معصية فإنها تفسح الباب للمعاصي الأخرى وتسبب زوال النعم .
كما أنها توقع البغضاء والتشاحن بين الناس حتى الأصدقاء ، وتتسبب في البعد عن مجالسة الأخيار والالتفاف إلى حظيرة الأشرار . فاحذري أختي الطالبة هذا الداء الفتاك وتسلحي بالإيمان واليقظة وصاحبي الخيرات من الصديقات .
النداء الثاني :
روى الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :" نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر ".
مما لا يخفى على كل عاقل أن للمخدرات أضراراً جسيمة و كثيرة تقلل من نشاطه وحيويته وتضعف مقاومته للمرض ، فيفقد متعاطي المخدرات شهيته ، ويضطرب جهازه الهضمي ، وتلتهب معدته ورئتيه ويصاب بفقر دم حاد .
إضافة إلى ضعف مراكز المخ العليا التي تسبب ضعف حواس المدمن ووعيه بما يسلبه صفة الإنسانية والعقل .
أخيتي الحبيبة :
كثيرة هي العلل التي يصاب بها الجسم عند إدمان المخدرات ومما لاشك فيه أن جمال المرء يكون بصحته وعافيته بعد دينه وخلقه وكما قيل : " الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى " فالصحة تعين المؤمن على عبادة ربه والتقرب له بالفرائض والرواتب والنوافل …ويسعى حثيثاً في الأرض لعمارتها وطلب الرزق … فلِمَ يهلك المرء نفسه بهذه السموم التي بها يخسر الدين قبل الدنيا ؟؟ ولِمَ يضيّع ماله ووقته وعقله في المخدرات التي يعارض في آثارها مقاصد الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالمحافظة على الدين والعرض والنفس والمال والعقل ؟؟
تيقظي أختي الطالبة وكوني فطنة لما يحاك ضدك فأنت وإخوتك عدة الأمة وثروتها ومستقبلها ، واعلمي أن من يروج للمخدرات بدعايات مغرضة كاذبة ،وإدعاءات باطلة هو من يسعى إلى تقويض العزيمة وإفساد العقيدة ،وتدمير الأخلاق حفظنا الله وإياك من الشرور والآثام .
النداء الأخير :
أخواتي الطالبات الفاضلات :
تمسكن بالإيمان والفضيلة ، وحافظن على تعاليم الدين الحنيف فهو الحصن الحصين من الوقوع في هاوية الآثام والشرور ومن أعظمها ( المخدرات ).
ولتكن قوة الإيمان هي العلاج الناجح لكل ما يعترض الحياة من مشكلات أو صعوبات .
احرصن على الصحبة الصالحة ،وابذلن النصيحة لتسود المجتمع المحبة والألفة والرحمة وليندحر الشيطان وأعوانه الذين ينشرون العداوة والنزاع والخصام كما يبين ذلك تعالى في قوله : {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (91) سورة المائدة .
منقول..
- إذاعةالمخدرات.doc (28.5 كيلوبايت, 348 مشاهدات)